حالات شفاء من الشلل الدماغي.. هل تتعافى هذه الحالات نهائيًا؟

الشلل الدماغي مصطلح يُشير إلى مجموعة من الاضطرابات الحركية المزمنة التي تُصيب الأطفال خلال سنوات العمر الأولى، وقد تقترن تلك الاضطرابات -أحيانًا- ببعض الاضطرابات السلوكية، وأخرى تتعلق بالوعي، إضافة إلى اقترانها بضعف مهارات التواصل والنطق.

وقد أفادت إحصائيات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) بأن نحو طفلين إلى أربعة أطفال يولدون مُصابين بالشلل الدماغي من بين كل 1000 مولودًا حول العالم.

ما أسباب الشلل الدماغي عند الأطفال؟

من أهم اسباب الشلل الدماغى عند الأطفال  نقص مستوى الأكسجين في أثناء عملية الولادة، ما يُلحق الضرر ببعض المراكز المسؤولة عن الحركة في الدماغ، بالتالي يواجه الطفل صعوبة في أثناء محاولته اكتساب القدرات الحركية خلال سنوات عمره الأولى، ما يجعله يعاني الاعتلالات الحركية طوال حياته.

هل هناك حالات شفاء من الشلل الدماغي؟

في حقيقة الأمر، لا توجد حالات شفاء من الشلل الدماغي وصلت إلى مرحلة “الشفاء التام”، بل يُمكن التعامل مع المرض تحت إشراف أطباء جراحة المخ والأعصاب المختصّين بهدف الحد من أعراضه، والسيطرة على الاعتلالات الحركية المُصاحبة له.

اقرأ ايضا : علاج الشلل الدماغي عند الاطفال

كيف يتعامل الأطباء مع حالات الشلل الدماغي عند الأطفال؟

تهدف وسائل العلاج إلى تحسين قدرات الطفل الحركية لمساعدته في عيش حياة شبه طبيعية قدر المستطاع، وتتضمن تلك الوسائل:

• تخصيص نظام غذائي صحي

قد يُصاحب الشلل الدماغي بعض المشكلات الصحية، مثل: ضعف الشهية، وهشاشة العظام، وضعف الأعصاب، وضعف المناعة، لذلك تُساعد استراتيجيات التغذية العلاجية على تحسين حالات الأطفال المصابين بتلك المشكلة.

فمثلًا، يجب أن يعتمد النظام الغذائي لأولئك الأطفال على أطعمة ذات قيمة غذائية مرتفعة، وإذا كان الطفل يشكو صعوبات البلع أو فقدانًا في الشهية، فينبغي إطعامه أكلات لينة سهلة البلع كي يحصل على العناصر الغذائية بسهولة، وبالتالي تفادي إصابته بسوء التغذية.

• وضع برنامج تأهيل حركي

تُساعد تمارين العلاج الطبيعي المُكثفّة على إرخاء تشنجات الأطراف، وعلاج حالات تأخر المشي عند الأطفال المصابين بشلل الدماغ.

• الخضوع لجلسات مخصصة لتنمية المهارات

يعاني مصابو بعض حالات الشلل الدماغي صعوبات التركيز والانتباه والإدراك، ولتحسين تلك المشكلات ينبغي أن يخضع الأطفال لجلسات تختص بتنمية مهارات التواصل والسلوك تحت إشراف الأطباء المُختصين.

• وصف العلاجات الدوائية

يصف الطبيب المختص بعض الأدوية لتحسين الانتباه والتركيز، وبسط العضلات المتيبسّة، بالإضافة إلى ضبط كهرباء المخ، خاصة إذا كان الشلل الدماغي مصحوبًا ببؤرات صرع في الدماغ.

• إجراء عملية زراعة مضخة “باكلوفين”

تُعد هذه العملية إحدى العمليات المهمة التي يُجريها جرّاحو المخ والأعصاب المُختصون، وهي تتضمن زرع مضخة أوتوماتيكية بجوار منطقة السرة، ومن ثمّ توصيل أسلاك تلك المضخة بمنطقة الحبل الشوكي، من أجل ضخ دواء “باكلوفين” خلالها.

ويعمل دواء “باكلوفين” على التحكمّ في مستويات النواقل العصبية والمواد الكيميائية التي تمر عبر أعصاب الحبل الشوكي، الأمر الذي يُساعد على التخلص من التيبسّات العضلية وصعوبات الحركة التي يُعانيها الأطفال المصابون بالشلل الدماغي.

• إجراء جراحة القطع الانتقائي لجذور الأعصاب الفقرية (Selective dorsal rhizotomy)

تُعد جراحة القطع الانتقائي لجذور الأعصاب الفقرية (SDR) إحدى الجراحات الدقيقة التي تُجرى في العمود الفقري للأطفال المصابين بالشلل الدماغي ويعانون تشنجًا عضليًا شديدًا.

تقوم فكرة تلك الجراحة الدقيقة على قطع جذور بعض أعصاب الحبل الشوكي المسؤولة عن إرسال الإشارات الكيميائية والعصبية التي تُحفز العضلات على التشنج والانقباض، مما يُساعد الطفل على استعادة القدرات الحركية والتخلص من التيبس العضلي.

خلاصة القول: لا توجد حالات شفاء من الشلل الدماغي تخلصت من المرض تمامًا، إنما تندرج جميع الوسائل العلاجية المتاحة تحت قائمة العلاج الوظيفي الذي يهدف إلى تحسين الوظائف الحركية والذهنية والإدراكية للطفل المصاب.

 

هل مِن وسائل للوقاية من الشلل الدماغي؟

يُمكن الَحد من احتمالات الإصابة بالشلل الدماغي -الناتج عن انقطاع الأكسجين عن المخ عند الولادة- عبر اتباع النصائح التالية:

• متابعة الحمل والولادة تحت إشراف طبيب نساء وتوليد له من الخبرة ما يؤهله للتعامل مع أي مضاعفات مفاجئة قد تؤثر في سلامة الطفل خلال عملية الولادة.
• الولادة في مستشفيات أو مراكز مُكتمِلة التجهيزات، من أجل تفادي مضاعفات عمليات الولادة، وتجنب نقص الأكسجين لدى الطفل في أثناء ولادته.
•  متابعة مراحل تطور ونمو الطفل بعد الولادة بدقة بهدف اكتشاف أي اضطرابات يعانيها الطفل مبكرًا، فالاكتشاف المبكر للاضطرابات الحركية والإدراكية يمنع تفاقم المشكلة، ويُسهل خطوات علاجها.

وينصح أطباء جراحة المخ والأعصاب بسرعة التوجّه إلى الطبيب المختص فور ملاحظة أي تأخر في معدل نمو الطفل، أو تأخر توقيت اكتسابه القدرات الحركية، مثل الحبو والمشي، فالتشخيص المبكر أولى خطوات العلاج السليم.

لماذا تختار الدكتور باهر مدحت لعلاج حالات الشلل الدماغي؟

يتعامَل الدكتور باهر مدحت لبيب مع حالات الشلل الدماغي عند الأطفال تبعًا لأحدث بروتوكولات العلاج العالمية، وهو أحد أفضل استشارييِ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري، والجراحات الميكروسكوبية، ومناظير الأعصاب الطرفية في مصر.

وقد حصل دكتور باهر على عدّة زمالات علمية من أكبر المستشفيات والجامعات العالمية، من ضمنها:

جامعة كولومبيا، ومستشفى “مايو كلينك” بالولايات المتحدة الأمريكية، والبورد الأوروبي في تخصص جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري.
مستشفى “Cincinnati children’s” بالولايات المتحدة لجراحات المخ والأعصاب المتقدمة في الأطفال.
جامعة “AIIMS” بنيودلهي، وجامعة “JUSTUS – LIEBIG UNIVERSITAT GIESSEN” الألمانية.

بهذه الكلمات ينتهي محتوى مقالنا بعنوان “حالات شفاء من الشلل الدماغي”. إذا أردت معرفة المزيد من المعلومات التفصيلية حول مرض الشلل الدماغي، فإننا ندعوك لتصفح محتوى مدونة موقعنا الإلكتروني لمطالعة أحدث المقالات الطبية، التي تتضمن مقال: متى يمشي طفل الشلل الدماغي؟