هل سَمعت عن الشلل الدماغي التشنجي من قبل؟ إنّه أحد أنواع الشلل الدماغي التي قد تُصيب الطفل عند الولادة بسبب الانقطاع المفاجئ لإمداد الأكسجين إلى دماغه، الأمر الذي يتسبب في إصابته بإعاقات حركية مدى الحياة.
وقد أشارت الإحصائيات الحديثة بالولايات المتحدة الامريكية إلى أنّ نحو 77% من مُجمل عدد الأطفال المصابين بالشلل الدماغي يعانون النوع التشنجي تحديدًا.
فما وسائل علاج الشلل الدماغي التشنجي؟ وما أهم النصائح الواجب على الأهل اتباعها عند التعامل مع الأطفال المُصابين بذلك النوع من الشلل الدماغي؟ هذا ما نستعرضه بشيءٍ من التفصيل خلال سطورنا القادمة.
هل تتعلق اسباب الشلل الدماغي بالوراثة؟
لا يُعَد العامل الوراثي واحدًا من اسباب الشلل الدماغي عند الاطفال المُباشِرة، فقد أكدت معظم الدراسات العلمية أنّ هذا المرض مُكتسب، أي أنه يُصيب الأطفال عند الولادة بسبب انخفاض مستوى الأكسجين عن مستواه الطبيعي في الدماغ.
ومع ذلك، أثبتت دراسة علمية يعود تاريخ نشرها إلى عام 2004 أنّ نحو 4% من حالات الشلل الدماغي يعود سبب إصاباتها إلى خلل وراثي في الحمض النووي (DNA)، ويمثل الحمض النووي الجزيئات التي تحمل المعلومات الوراثية الكاملة عن صفات الإنسان.
علامَ يعتمد علاج الشلل الدماغي التشنجي؟
إذا كنت تتساءل “ما هو الشلل الدماغي التشنجي؟”، فإن الإجابة ببساطة تتلخص في قول إنه أحد أنواع الشلل الدماغي الناتجة عن اختلال وظائف أحد مراكز الحركة في الدماغ، وتؤدي الإصابة به إلى تيبسّ مختلف عضلات الجسم وتشنجها، خاصّة عضلات الأطراف (الذراعين والساقين).
وتتسبب التشنجات العضلية المُصاحبة لذلك النوع من الشلل في معاناة الطفل صعوبات حركية مؤرقة تُعيقه عن التحرك بطريقة طبيعية، أو ضبط وضعية جلوسه.
ويعتمد علاج الشلل الدماغي التشنجي -في المقام الأول- على إرخاء العضلات، والتخلص من التشنجات العضلية كي يستطيع الطفل ممارسة نشاطاته اليومية بطريقة طبيعية وسهلة قدر المستطاع، وذلك عبر:
- خضوع الطفل لجلسات العلاج الطبيعي، وممارسته تمارين تحسين القدرات الحركية الهادفة إلى إرخاء العضلات.
- زراعة جهاز أوتوماتيكي في الجسم يعمل على ضخ دواء “باكلوفين“، ما يساعد على تنظيم الإشارات العصبية المنقولة عبر أعصاب الحبل الشوكي، وبالتالي تحسين القدرات الحركية والتلخص من التشنجات العضلية.
- إجراء جراحة القطع الانتقائي لجذور الأعصاب الفقرية (Selective dorsal rhizotomy)، وهي إحدى الجراحات الدقيقة التي تستهدف قطع جذور بعض أعصاب العمود الفقري الحسية المسؤولة عن إرسال إشارات التشنج إلى العضلات، الأمر الذي يُخفف من حدة التشنجات العضلية المصاحبة للشلل الدماغي، ويساعد على تحسين القدرات الحركية.
وتُحدد استراتيجية العلاج المثلى بعد خضوع الطفل لخطوات تشخيص الشلل الدماغي الدقيق تحت إشراف طبيب جراحة المخ والأعصاب، ومن أهم تلك الخطوات إجراء أشعة الرنين المغناطيسي على المخ من أجل تقييم كفاءة مراكز الحركة في الدماغ، وتحديد المراكز المتضررة بدقة.
نصائح للأهل خلال رحلة علاج الشلل الدماغي التشنجي عند الأطفال
إنّ رحلة علاج الشلل الدماغي التشنجي عند الأطفال مليئة بالتحديات والمسؤوليات، فطوال تلك الرحلة ينبغي للأهل رعاية أطفالهم وتقديم يد العون إليهم.
ونظرًا لأهمية هذه الرحلة وحساسيتها، قررنا أن نطرح لكم أهم النصائح التي تُساعد الأهل على خوضها بسلام، لعلّ أبرزها:
- تشجيع الطفل على الحركة المستمرة لمسافات قصيرة داخل المنزل.
- تعليم الطفل مهارات جديدة تُساعده على استخدام عضلات أطرافه (ينصح المختصون بالاستعانة بألعاب الأطفال التي تعزز القدرات الذهنية وترفع مستويات التركيز، كما ينصحون بالابتعاد عن الألعاب الإلكترونية).
- اتباع نظام غذائي صحي للطفل يحتوي على كافة العناصر الغذائية المفيدة لصحة العظام والعضلات، فعادةً ما يعاني الأطفال المصابون بالشلل الدماغي -بمُختلف أنواعه- هشاشةً في العظام.
- تسلية الطفل وجعل وقت تناوله الطعام مليئًا بالضحك واللعب، فسوف يُساعد ذلك الأمر على زيادة شهيته، وتشجيعه على تناول الطعام (غالبًا ما يعاني الأطفال المصابون بالشلل الدماغي التشنجي من صعوبات البلع نتيجة تشنج عضلات اللسان، لذلك يعزفون عن تناول الطعام ويفقدون شهيتهم).
- عَمل مساج منزلي للطفل للمساعدة على بسط العضلات والتخفيف من حدة الآلام التي قد يعانيها (ننصح الأهل بسؤال اختصاصي العلاج الطبيعي عن أفضل وسائل إجراء المساج لتعلّمها وتطبيقها للطفل في المنزل).
- تقديم الدعم المعنوي للطفل طوال رحلة العلاج كي لا يشعر بالضيق كونه مصابًا باعتلالات حركية تمنعه عن ممارسة حياته طبيعيًا كبقية أصدقائه في المدرسة أو النادي.
- اصطحاب الطفل إلى جلسات التأهيل المعرفي والسلوكي عند ملاحظة أي مشكلات في مستوى الانتباه أو التركيز لديه.
- متابعة تطورات الطفل الحركية وإخطار طبيب المخ والأعصاب المشرف على حالته بأي تغيّرات ملحوظة.
عيادة الدكتور باهر مدحت.. تجعل طفلك على بُعد خطوة من الشفاء
لقد حصل الدكتور باهر مدحت لبيب -استشاري جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والجراحات الميكروسكوبية ومناظير الأعصاب الطرفية- على زمالات عديدة من كبرى الجامعات والمستشفيات حول العالم، منها:
- جامعة كولومبيا ومستشفى “مايو كلينك” بالولايات المتحدة الأمريكية، وهو حاصل على البورد الأوروبي في جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري.
- مستشفى “cincinnati children’s” بالولايات المتحدة لجراحات المخ والأعصاب المتقدمة في الأطفال.
- جامعة “AIIMS” نيودلهي، وجامعة “JUSTUS – LIEBIG UNIVERSITAT GIESSEN” بألمانيا في تخصص الجراحات الميكروسكوبية ومناظير الأعصاب الطرفية.
وقد ساعدت هذه الخبرات العلمية المرموقة دكتور مدحت على جعله واحدًا من أفضل أطباء جراحة المخ والأعصاب في مصر، كما ساعدته على التعامل مع مرضى الشلل الدماغي بمُختلف صوره مهما كانت درجة التَعقّد التي وصلت إليها حالالتهم الصحية.
إذا لاحظت تأخر طفلك في اكتساب القدرات الحركية خلال سنوات عمره الأولى، أو لاحظت بأنه يمشي بطريقة غير سليمة، أو غير قادر على ضبط وضعية جلوسه، فندعوك إلى حجز موعد بعيادة دكتور باهر مدحت للحصول على تشخيص لحالة طفلك، وذلك عبر الاتصال بنا مستخدمًا الأرقام المتاحة في موقعنا الإلكتروني.
0 تعليق