تستمر عظام الجمجمة في النمو بعد الولادة، ففي البداية يفصل بين عظام الجمجمة بعض المسافات تسمح لمخ الطفل بالنمو مع التقدم في العمر، ثم تلتحم العظام مع بعضها وتُغلَق تلك المسافات لتحمي المخ بعد ذلك.
قد يولد بعض الأطفال بعظام جمجمة ملتحمة مع بعضها ولا توجد مسافات بينها. تسمى تلك الحالة باسم تعظم الدروز الباكر وبالإنجليزية تُسمى (Craniosynostosis)، وهي مشكلة تُسبب تشوهات في الجمجمة وينبغي علاجها في عمر صغير لحماية الطفل من المضاعفات.
في هذا المقال سنتحدث عن تعظم الدروز الباكر، وعن جراحات ومناظير اصلاح تشوهات الجمجمة في الأطفال.
ما هو تعظم الدروز الباكر؟
تعظم الدروز الباكر (Craniosynostosis) هو أحد تشوهات الجمجمة التي تُصيب الأطفال وتحدث نتيجة التحام عظام الجمجمة مع بعضها، ما يؤدي إلى تحول النسيج الليفي الذي كان موجودًا بين العظام إلى نسيج عظمي في عمر مبكر قبل اكتمال نمو مخ الطفل، مما يؤدي إلى الإصابة بتشوهات في الجمجمة التي تظهر على شكل:
- نمو الرأس بشكل طولي.
- قصِر الرأس وزيادة وعرضها، إلى جانب انحناء الرأس إلى الأمام.
- تغيّر شكل مقدمة الرأس إلى الشكل المثلث مع زيادة عرض الجزء الخلفي من الرأس.
- أن تكون إحدى مناطق الرأس مُسطحةً.
أسباب تعظم الدروز الباكر
الأسباب الُماشِرة للإصابة بتعظم الدروز الباكر وتشوهات الجمجمة عند الأطفال غير معروفة، لكن يرجح العلماء أن الأسباب تعود لوجود خلل جيني أو الإصابة بمتلازمات وراثية تؤثر سلبيًا في نمو عظام الجمجمة، مثل: متلازمة أبيرت (Apert’s syndrome) أو متلازمة فايفر (Pfeiffer syndrome).
أعراض تعظم الدروز الباكر
عادة لا تظهر أعراض ذلك المرض بعد الولادة مباشرةً، لكنها تبدأ في الظهور بعد عدة أشهر، وتعتمد شدة الأعراض التي تظهر على الطفل على عدد العظام التي التحمت مع بعضها، وموقع تلك العظام بالنسبة للمخ.
تشمل أعراض تعظم الدروز الباكر ما يلي:
- تشوه شكل جمجمة الطفل -بالأشكال التي ذكرنها مُسبقًا-.
- عدم إغلاق فتحة الرأس عند حديثي الولادة.
- ظهور نتوءات مكان التحام تلك العظام.
- شعور الطفل بألم في الرأس أو القيء، أو فقدان الشهية ولكنها غير شائعة الحدوث.
مضاعفات تعظم الدروز البارز وتشوهات الجمجمة
عند إهمال علاج الطفل المصاب بتعظم الدروز البارز (Craniosynostosis)، ستزداد قوة التحام عظام الجمجمة مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى ظهور عدّة مضاعفات.
مع تقدم الطفل في العمر يبدأ المخ في النمو، بالتالي سيحتاج إلى مساحة مناسبة لينمو فيها، لكن بسبب تعظم الدروز الباكر وتشوهات شكل الجمجمة، لن تتوفر تلك المساحة، فيزداد مقدار الضغط الواقع على المخ، ويتعرض الطفل لمضاعفات خطيرة تؤثر سلبيًا في حالته الصحية وجودة حياته، ومنها:
- تأخر نمو الطفل من الناحية الجسدية والعقلية، وذلك بسبب زيادة الضغط على مراكز المخ ما يمنعها عن القيام بوظيفتها.
- العمى نتيجة تلف مركز الرؤية في المخ أو بسبب زيادة الضغط على العصب البصري الموجود أسفل الغدة النخامية (غدة تقع عند قاعدة الدماغ).
- الصداع الشديد الذي لا يستجيب للعلاج.
- الإصابة بنوبات الصرع المتكررة.
اقرأ ايضا : علاج الصرع عند الاطفال الرضع
جراحات ومناظير اصلاح تشوهات الجمجمة في الأطفال
يمكن استخدام جراحات ومناظير اصلاح تشوهات الجمجمة في الأطفال من أجل علاج تعظم الدروز الباكر، وهي الطريقة الأفضل والأحدث، ويُفضّل إجراؤها في سن صغير قبل بلوغ الطفل الشهر السادس من عمره.
مناظير إصلاح تشوهات الجمجمة
تُجرى عمليات إصلاح تشوهات الجمجمة بالمنظار عن طريق الخطوات التالية:
- استخدام مثقاب لعمل فتحة صغيرة في عظام الجمجمة.
- إدخال المنظار الذي يحتوي على كاميرا صغيرة لتوضيح الرؤية في أثناء إجراء العملية.
- إزالة الجزء الملتحم من عظام الجمجمة لترك المساحة أمام المخ لينمو.
- استخدام صمغ العظام (Bone wax) للسيطرة على أي نزيف قد يحدث في أثناء العملية.
- إغلاق الشقوق الجراحية.
مميزات إصلاح تشوهات الجمجمة بالمنظار
إن جراحات مناظير الجمجمة فعالة في علاج تعظم الدروز، فاستخدام المنظار له العديد من المميزات منها:
- سرعة إجراء العملية فلا تستغرق العملية سوى 90 دقيقة كحد أقصى، وهذا وقت قصير بالنسبة للجراحة.
- قلة فرص حدوث النزيف خلال العملية أو بعدها.
- إمكانية خروج الطفل من المستشفى بعد يوم واحد من العملية.
- الحفاظ على المخ وعدم الإضرار بالأنسجة المحيطة به، فالمنظار يحد من المضاعفات التي قد تُصيب الأغشية السحائية (الأغشية المحيطة بالمخ)، ويحد من احتمالات
- تسريب السائل الشوكي أو الإصابة بمشاكل في الأعصاب.
- عدم الإصابة بالعدوى.
إصلاح تشوهات الجمجمة في الأطفال بالجراحة المفتوحة
يمكن استخدام الجراحة لعلاج تعظم الدروز الباكر وتشوهات الجمجمة في بعض الحالات، وذلك عن طريق عمل شق كبير في الرأس عند موضع التحام عظام الجمجمة، ثم يُعيد الطبيب تشكيل العظام مرة أخرى للسماح للمخ بالنمو.
ولكن خلال هذا التدخل الجراحي الدقيق تزداد احتمالية الإصابة بالعدوى أو النزيف، كما تطول مدة التعافي التي يحتاجها الطفل بعد العملية مقارنةً بجراحات المناظير.
نصيحة أخيرة: تؤثر طريقة نوم الطفل بعد الولادة في طريقة نمو عظام الجمجمة وشكلها، فلا بد من تغيير وضعية نوم الطفل باستمرار وعدم تركه ينام على ظهره أو على أحد جانبيه لفترة طويلة.
أفضل دكتور جراحات ومناظير اصلاح تشوهات الجمجمة في الأطفال
يُعد الدكتور باهر مدحت واحدًا من أفضل استشارييِ جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والجراحات الميكروسكوبية ومناظير الأعصاب الطرفية في مصر، نظرًا لامتلاكه رصيدًا كبيرًا من الخبرة التي تؤهله لتشخيص وعلاج مُختلف أمراض المخ والأعصاب وتشوهات الجمجمة عند الأطفال.
يمتلك دكتور باهر مدحت سيرة علمية متميزة، فقد حصل على زمالة جامعة كولومبيا ومايو كلينيك بالولايات المتحدة الأمريكية، والبورد الأوروبي في جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري، كما حصل على زمالة مستشفى cincinnati childrens بالولايات المتحدة لجراحات المخ والأعصاب المتقدمة في الأطفال.
يمكنك التواصل مع عيادة الدكتور باهر لبيب عبر الأرقام التالية:
عيادة القاهرة:
01284208099
01222289217
عيادة الإسكندرية:
01282849492
5524799
0 تعليق