الشلل الدماغي واحد من أشهر الأمراض التي تُصيب الأطفال، ويعد تشخيص الشلل الدماغي أمرًا مهمًا للغاية لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الحالة، ومنع تطورها. هل تسألين “لماذا لم يستطع طفلك أخذ وضعية الجلوس بمفرده حتى الآن؟” او هو سؤال طرحته عليك إحدى أقاربك، وبينت لك أن كل الأطفال في عمره يستطيعون الجلوس بمفردهم ومنهم من بدأ في الحبو. لم تستطيعي أن تُجيبي عن هذا السؤال إلا أنك وضحتِ أن كل طفل يختلف عن الآخر. بعد فترة وجدت أن طفلك لم يجلس بمفرده بعد، مما أثار الشك والخوف داخلك، وذهبت لاستشارة الطبيب، وبعد إجراء العديد من الفحوصات والأشعة توصّل إلى تشخيص حالة الطفل وأخبرك أنه مُصاب بـ الشلل الدماغي.
يعد الشلل الدماغي واحدًا من أشهر الأمراض التي تؤثر على الطفل وتجعله يتأخر كثيرًا عن أقرانه ومن هم في عمره، لذا دعنا نصطحبك في رحلة نوضح لك فيها كيفية تشخيص الشلل الدماغي.
تشخيص الشلل الدماغي
الشلل الدماغي هو مجموعة من الاضطرابات التي تؤثر على حركة العضلات والتناسق بينها، وقد يصل الأمر للتأثير على السمع والبصر والرؤية، لكن لا يؤدي لوفاة الطفل.
يعتمد تشخيص الشلل الدماغي على الأعراض التي تظهر على الطفل، بالإضافة إلى مجموعة من الفحوصات والأشعة التي يطلبها الطبيب. لكن ينبغي معرفة أن تشخيص الشلل الدماغي يختلف تبعًا لحالة الطفل ومدى تقدمها، ففي الحالات المتطورة يمكن تشخيص الحالة بعد الولادة بفترة وجيزة، لكن غالبية الحالات يتم تشخيصها بعد مرور عامين، وفي الحالات البسيطة قد يتأخر تشخيصها حتى يصل الطفل لـ 5 سنوات، وذلك حتى تبدأ أعراض الشلل الدماغي في الظهور.
اقرأ ايضا: أحدث طرق علاج الشلل الدماغى
أعراض الشلل الدماغي
تختلف الأعراض من طفل لآخر فقد يُعاني أحد الأطفال من صعوبة في الجلوس أو المشي، ويُعاني طفل آخر من صعوبة في الإمساك بالأشياء.
إليك أشهر الأعراض التي ينظر إليها الطبيب في أثناء تشخيص الشلل الدماغي:
- تأخر نمو المهارات الحركية، مثل الجلوس والمشي.
- صعوبة المشي.
- خلل في قوة العضلات فقد يُصاب أحدهم بتيبس في العضلات، ويُصاب الآخر بارتخاء العضلات.
- ردود الأفعال المبالغ فيها في الأطفال المُصابين بتيبس العضلات.
- خلل في تناسق حركة العضلات.
- حركات غريبة لا إرادية.
- تأخر تطور الكلام وصعوبة التحدث.
- سيلان اللعاب، وصعوبة البلع.
- تفضيل استخدام جانب واحد من الجسم.
- مشاكل عصبية مثل النوبات، والإعاقة الذهنية، والعمى.
ينبغي الإشارة هنا أن الأعراض لا تزداد سوءًا بمرور الوقت، لكن على العكس قد تقل بعض الأعراض أو تختفي نهائيًا.
اقرأ ايضا : اسباب الشلل الدماغي عند الاطفال
-
السجلات الطبية
في تشخيص الشلل الدماغي يقوم الطبيب برؤية السجلات الطبيبة للأم قبل وبعد الولادة للاطلاع على حالتها الصحية من أجل:
- معرفة العوامل المؤثرة على الصحة الإنجابية.
- مراجعة سجلات الحمل والولادة للاطمئنان على عدم تعرض الأم أو الطفل لعوامل من شأنها أن تؤثر في إصابة الطفل بالشلل الدماغي.
كما يطلع على السجلات الطبية للأب، لمعرفة هل هو مُصاب بمرض أثر على الطفل أم لا؟ ثم يطلع على السجلات الطبيبة للطفل بعد الولادة مُباشرة لرؤية نتائج التحاليل التي أجريت له بعد الولادة، والاطلاع على سجلات الدواء ونمط تطور ونمو الطفل منذ الولادة.
الهدف من كل ذلك هو التوصل لسبب إصابة الطفل بالشلل الدماغي سواء كان الأب، أو الأم، أو عملية الولادة نفسها، أو تعرض الطفل لبعض الأمراض والعوامل التي أثرت عليه بصورة مباشرة.
الفحص الجسدي والفحوصات الطبية
يقوم الطبيب بفحص الطفل للاطمئنان على سلامة جميع أعضائه، ويقوم بتقييم الحركة والمشي والتحدث والسمع وطريقة الأكل وحالة الهضم والقدرات الذهنية للطفل، ثم يطلب إجراء العديد من الفحوصات لتأكيد تشخيص الشلل الدماغي، وتشمل:
- بعض الفحوصات الإضافية، مثل تحاليل الأحماض الدهنية، والأحماض الأمينية، ومُستوى الهيموجلوبين.
- بعض الأشعة على المخ مثل أشعة الرنين المغناطيسي، والأشعة المقطعية، وفحص الجمجمة بالموجات فوق الصوتية.
- تخطيط كهربية القلب، وتخطيط كهربية العضلات لتحليل أداء الجهاز العصبي.
- بعض التحاليل الطبية، مثل صورة الدم الكاملة، وتحليل البول، والاختبارات الجينية.
تشخيص الشلل الدماغي أمر ضروري لمعرفة كيفية التعامل مع هذه الحالة، لذلك يجب ملاحظة الطفل في سنينه الأولى بدقة، وعند ظهور أي من أعراض الشلل الدماغي، يجب استشارة الطبيب لتأكيد التشخيص، ووصف خطة العلاج لمنع تطور الحالة.
0 تعليق