تُعد نوبات الصرع المتكررة وما يُصاحبها من أعراض، جرس الإنذار وصرخة الاستغاثة التي تظهر على جسد طفلك لتُنبهك إلى إصابته بمشكلة عويصة تستوجب الخضوع للعلاج.
وعلى الرغم من كون النوبات العصبية من أشهر اعراض الصرع عند الاطفال، إلا أن بعض الآباء قد يصعب عليهم تمييز الفرق بين الصرع والشحنات الكهربائية التي قد تتسبب في معاناة الطفل أعراضًا مشابهة.
في السطور التالية نوضح اعراض الصرع عند الاطفال المُصاحبة للنوبات وكيفية التمييز بينها وبين اضطرابات المخ الأخرى.
الصرع عند الأطفال وأسبابه
يُصنف الصرع ضمن أشهر اضطرابات الجهاز العصبي المركزي، والذي ينتج عن نشاط غير طبيعي للمخ، الأمر الذي يتسبب في فقدان الطفل السيطرة على نفسه والتحرك بصورة عشوائية وغير منتظمة، وقد يصل الأمر إلى فقدان الوعي في النهاية.
لا تقتصر الإصابة بالصرع على جنس ما أو عرق دونًا عن غيره، بل يمكن أن تظهر أعراض الصرع عند الأطفال في أجناس وأعراق مختلفة.
للحجز والاستعلام في مركز الدكتور باهر مدحت
أسباب اختلاف اعراض الصرع عند الاطفال المصابين
لا تختلف اعراض الصرع عند الاطفال عن اعراض الصرع عند الكبار في شيء، بل تختلف باختلاف نوعية النوبة التي يمرون بها، وعادةً ما ترتبط نوعية النوبة التي تصيب الأطفال بنمط اضطراب نشاط المخ الذي يعانية كل طفل.
يمكن أن يُعاني الطفل من اضطراب نشاط جزء واحد من المخ، وعادةً ما يُصاحب هذا النوع من الصرع نوبات عصبية تُعرف باسم النوبات البؤرية، ولكن في حال أن كان الطفل يُعاني من اضطراب نشاط أجزاء متعددة من المخ فعلى الأغلب سيعاني من النوبات العصبية من النوع المعمم، وسنوضّح لكم ذلك فيما يأتي.
اعراض الصرع عند الاطفال المُصاحبة للنوبات البؤرية
تنقسم هذه النوبات إلى فئتين:
نوبات بؤرية لا يُصاحبها فقدان للوعي بل يُعاني الطفل من:
- تغييرات في حاسة التذوق أو الشم أو البصر أو السمع أو اللمس.
- دوخة وتحسس مفاجئ تجاه الضوء الساطع.
- وخز وارتعاش لا إرادي في أطراف الجسم، مثل الذراع أو الساق.
النوبات البؤرية المُصاحبة لضعف الوعي، وتشمل أعراضها:
- التحديق بهدوء، ولا يستطيع الطفل التجاوب معك.
- تكرار الطفل بعض حركات يديه وساقيه باستمرار.
اعراض الصرع عند الاطفال المُصاحبة للنوبات المعممة
تضم النوبات المعممة عدة أنماط مختلفة، أشهرها:
النوبات المعممة المصحوبة بغياب الوعي.
عُرفت تلك النوبات سابقًا باسم نوبات الصرع الصغرى، والتي تتمثل أعراضها في تحديق الطفل في الفضاء لفترة طويلة مع أو دون حركات جسدية خفية، مثل: وميض العين السريع، وعادة ما تدوم فترة ما بين 5-10 ثوانٍ فقط.
تتكرر تلك النوبات باستمرار على مدار اليوم، وقد يصل عدد مرات تكرارها إلى 100 مرة في اليوم، مسببة فقدانًا للوعي لمدة بسيطة.
نوبات الصرع التوترية
والتي تُعرف باسم نوبات الصرع الكبير وهي أشد أنواع نوبات الصرع خطورة، وتنقسم إلى:
مرحلة توترية، تظهر أعراضها في صورة تيبس في العضلات -وعلى الأغلب ستؤثر في عضلات الظهر والذراعين والساقين.
المرحلة الارتعاشية، وتتعرض خلالها عضلات الجسم إلى انقباضات وانبساطات متتالية ومتكررة، قد تستمر لمدة دقيقة أو دقيقتين.
يمكن أن تسبب نوبات الصرع التوترية فقدانًا مفاجئًا للوعي وتيبسًا للعضلات وارتعاشًا في الجسم، وقد تسبب في بعض الأحيان فقدان السيطرة على المثانة أو عض الطفل للسانه.
هل توجد اعراض ما قبل نوبة الصرع (أعراض تحذيرية)؟
يعاني مصابو الصرع بمختلف أنواعه من عدة اعراض ما قبل نوبة الصرع، والتي تدوم لفترة قصيرة تتراوح من بضعة ثواني إلى دقائق، وتكون بمثابة إنذار بقدوم نوبة الصرع، ومن أشهر هذه الأعراض:
- التحديق والنظر باتجاه ثابت.
- تنميل بسيط أو آلام في أحد الأطراف.
- ثقل أو ضعف في أحد الأطراف.
- صعوبة في الكلام.
- صعوبة في المشي أو التوازن.
- زغللة العين أو ظهور ومضات ضوئية.
- طنين في الأذن.
- الشعور بأكثر من إحساس بآن واحد مثل الفرح أو الحزن المفاجئ.
- ارتعاشات في العين أو الفم.
- الخوف والتوتر والقلق.
- صعوبة في التنفس أو تسارعه.
- فقدان الاستجابة لأي من المؤثرات المحيطة كالصوت أو الضوء.
ما الأمور الواجب على الأم فعلها عند ظهور اعراض ما قبل نوبة الصرع على طفلها؟
توجد أمور هامة يجب على الأم فعلها عند اقتراب دخول طفلها في نوبة الصرع، أهمها:
- إبعاد أي أشياء صلبة عن الطفل قد تسبب له الأذى عند حدوث نوبة التشنجات.
- إزالة الملابس أو أي شيء حول عنق الطفل يمنعه من التنفس في أثناء نوبة الصرع.
- عدم محاولة تقييد حركة الطفل عند بدء ظهور أعراض نوبة الصرع تجنبًا لحدوث أي إصابة.
كيف تُشخص حالات الصرع عند الأطفال
يُعد تكرار النوبات العصبية -نوبتين فأكثر- خلال 24 ساعة دليلًا كافيًا على إصابة الطفل بالصرع أو أي من اضطرابات المخ الأخرى التي تستوجب الخضوع للفحص الفوري.
عند استشارة الطبيب وشرح الأعراض التي يُعانيها الطفل، يبدأ الطبيب في تحديد بعض الأمراض التي من المحتمل أن يكون الطفل مُصابًا بها، وعلى رأسها الصرع.
يُحدَّد التشخيص النهائي للحالة بعد إجراء مجموعة متنوعة من الفحوصات، والتي تشمل:
- فحص الدم، قد يُطلب ذلك الإجراء لاستبعاد الإصابة بالعدوى أو العوامل التي قد تسبب النوبات.
- فحص تخطيط المخ، ويُجرى عن طريق وضع أقطاب كهربائية على فروة رأس الطفل، لقياس نشاط المخ والإشارات العصبية به، وتحديد منطقة الخلل.
- التصوير المقطعي، قد يطلب الطبيب فحص التصوير المقطعي لفحص دماغ طفلك بحثًا عن أي تشوه.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- معرفة التاريخ العائلي للمرض، وجمع المعلومات اللازمة عن حالات الإصابة بالصرع من الأقارب.
هل يوجد علاج لمرض الصرع؟
قد لا يتمكن الأطباء من علاج الصرع عند الاطفال الرضع أو حتى البالغين، ولكن يوجد بعض الأدوية الطبية التي تُسهم في الحد من اعراض الصرع عند الاطفال والنوبات العصبية المتكررة.
متى نحتاج إلى التدخل الطبي الفوري؟
– في حال أن كان طفلك يتناول أدوية الصرع باستمرار وعلى الرغم من ذلك يعاني من نوبات الصرع المتكررة والشديدة ينبغي مراجعة الطبيب في الحال.
– كذلك يُنصح باستشارة الطبيب الفورية في حال استمرار النوبة العصبية لأكثر من خمس دقائق، أو توالي النوبات على مدار اليوم.
– في حال أن تسببت النوبة في فقدان الوعي وانقطاع النفس يُرجى التوجه إلى الطوارئ على الفور.
إلى هنا ينتهي حديثنا عن علامات الصرع عند الرضع والأطفال، وفي حال رغبتكم في معرفة المزيد عن المرض وطرق علاجه ننصحكم بقراءة المقالات الموجودة على المدونة.
عزيزي القارئ للمزيد ننصحكم بالاطلاع علي : الفرق بين التشنج الحراري والصرع
افضل الطرق فى علاج التشنجات والصرع
0 تعليق