الصرع ضمن أشهر الأمراض التي تصيب الجهاز العصبي في كثير من المراحل العمرية من بينها الشباب، وتُحدث خللًا في الإشارات العصبية المنقولة من المخ لمختلف أجهزة الجسم، الأمر الذي يسبب ظهور تغيرات في وعي المرضى وسلوكهم، ويؤدي إلى تعرضهم لنوبات تشنج مفاجئة.
ترى ما هي اسباب الصرع عند الشباب وأعراضه والطرق المتبعة للسيطرة على نوباته؟، تجد إجابة هذه التساؤلات في هذا المقال.
ما هو مرض الصرع؟ وما هي أنواعه؟
مرض الصرع هو مرض يصيب المخ يتسبب في زيادة الشحنات الكهربية بداخله، الأمر الذي يسبب ظهور نوبات تشنجية مفاجئة تختلف صورتها من شخص لآخر حسب المنطقة التي تصاب في المخ بزيادة في الشحنات الكهربية.
على سبيل المثال إذا أصيبت مراكز الحركة في المخ، فتظهر نوبات الصرع في صورة تغيرات في حركة المريض، مثل تسارع حركة الذراعين أو الساقين أو الوجه.
وعندما تُصاب المنطقة المسؤولة عن الرؤية في المخ، فتظهر أعراض ومضات كهربية وتغيرات في الرؤية، لذا تختلف أعراض وأنواع نوبات الصرع حسب المنطقة المصابة في المخ.
وعلى هذا الأساس ينقسم مرض الصرع إلى نوعين أساسيين، وهما:
الصرع البؤري
هو صرع يصيب منطقة محددة من الدماغ تزداد فيها الشحنات الكهربية، وتختلف أعراضه تبعًا للمنطقة المصابة في المخ.
الصرع العام
في هذا النوع من الصرع، تنشأ شحنات كهربية زائدة في كل خلايا المخ، وتظهر نوبات التشنج في جميع أجزائه في آن واحد، وعادة يكون هذا النوع ناتج عن أسباب جينية وراثية.
الصرع عند الشباب: طبيعة حدوثه
تُعد الإصابة بالصرع أكثر شيوعًا بين الأطفال أو من تزيد أعمارهم عن الـ65 عامًا، ولكنه مرض يصيب جميع المراحل العمرية، فمن الممكن أن يصاب به بعض الشباب أيضًا، خاصة من تعرضوا لبعض عوامل الخطر خلال مراحل حياتهم تسببت في تلف بعض خلايا المخ، ونتج عنها خلل في نقل الإشارات الكهربية في المخ، الأمر الذي تسبب في ظهور نوبات الصرع بمختلف أنواعها.
ما هي اسباب الصرع عند الشباب؟
إلى الآن لم يتوصل الأطباء إلى الأسباب الدقيقة للصرع عند الشباب في 70% من الحالات، ولكن تبعًا لمنظمة الصحة العالمية توجد عدة عوامل تجعل الشباب أكثر عرضة للإصابة بنوبات الصرع، من أشهرها:
- التعرض لصدمات أو إصابات في الرأس تسببت في حدوث نزيف في المخ.
- الإصابة بأورام المخ.
- السكتات الدماغية.
- نقص الأكسجين في المخ.
- عيوب خلقية في خلايا المخ أو الأوعية الدموية الموجودة فيه.
- بعض الأمراض، مثل التهاب السحايا ومرض نقص المناعة البشرية.
للحجز والاستعلام في مركز الدكتور باهر مدحت
هل الصرع وراثي؟
عادة ما يساور مرضى الصرع من الشباب القلق حول مستقبلهم ومستقبل أطفالهم واحتمالية توارثهم لهذا المرض، فهل يُعد الصرع مرضًا وراثيًا؟
في الحقيقة هناك أنواع عديدة من الصرع تختلف أعراضها ونوباتها، وتوجد بعض أنواع من الصرع تورث من الآباء أو أحد أفراد الأسرة إلى الأبناء، ولكن نسبة توارث مرض الصرع عمومًا من الآباء إلى الأبناء لا تتجاوز الـ 5%.
هل تقتصر أعراض الصرع على نوبات التشنج عند الكبار (الشباب)؟
بالرغم من اختلاف أنواع الصرع، فإن معظم المرضى يعانون نفس الأعراض خلال نوبات الصرع المختلفة، من أبرز هذه الأعراض:
- فقدان مؤقت للوعي.
- التشنجات العضلية.
- التحديق لفترات طويلة في الأرجاء.
- الارتباك والتوتر وحدوث مشكلات في الإدراك والتفكير والكلام.
- اضطرابات في المعدة، والشعور بالبرودة أو الحر الشديد.
- الشعور بتنميل وخدر في أجزاء الجسم.
- تغيرات في حاسة الشم والتذوق والسمع والرؤية.
- الخوف والقلق والاضطرابات النفسية.
- سرعة في ضربات القلب ومعدل التنفس.
- شحوب لون الجلد.
عادة يعاني معظم الشباب والبالغين المصابين بالصرع بعض أو جميع هذه الأعراض خلال نوباتهم المختلفة، أما عن اعراض الصرع عند الاطفال فيمكنكم التعرف عليها من خلال هذا المقال.
علام يعتمد الأطباء في تشخيص اسباب الصرع عند الشباب؟
يستدعى التعرض لنوبتين فأكثر من نوبات الصرع دون وجود أسباب أخرى واضحة للإصابة بها، مثل انخفاض سكر الدم، استشارة الطبيب لفحص المريض والتأكد من حقيقة إصابته بمرض الصرع.
تشمل أهم الطرق التشخيصية لـ اسباب الصرع عند الشباب ما يلي:
الفحص البدني ومراجعة التاريخ المرضي
من خلال الفحص البدني وأخذ التاريخ المرضي ومعرفة الأعراض التي يعانيها المريض، يتمكن الطبيب من الحصول على تشخيص مبدئي لحالته، واستبعاد وجود أي أمراض أخرى تسبب نفس الأعراض.
التخطيط الكهربي للمخ
يكشف هذا الفحص عن وجود أي نشاط كهربي غير طبيعي في المخ، والذي يكون له دلالة قاطعة على أن الأعراض التي يعانيها المريض ناتجة من الإصابة بمرض الصرع.
الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي
تكشف أشعة الرنين المغناطيسي والأشعة المقطعية عادة عن وجود أي أورام أو التهابات أو تشوهات في الأوعية الدموية الموجودة في نسيج المخ.
هل الصرع مرض مزمن؟ أم يوجد علاج نهائي له؟
في حقيقة الأمر لا يوجد حتى الآن طريقة علاجية يمكنها علاج الصرع نهائيا، ولكن تهدف جميع الأساليب العلاجية إلى الحد من نوبات الصرع وتحسين جودة حياة المريض بقدر الإمكان، لذا بهذا يمكننا القول إن الصرع مرض مزمن يتطلب المتابعة المستمرة والمواظبة على الأساليب العلاجية المناسبة مدى الحياة.
ما هي الأساليب العلاجية المُتبعة في علاج الصرع؟
تختلف الخطة العلاجية المتبعة مع مرضى الصرع حسب ما يتوصل إليه الطبيب المعالج من نتائج بعد إجراء كافة الفحوصات المذكورة سابقًا، وبعد اكتشاف اسباب التشنجات عند الكبار.
وعادة ما يمر مرضى الصرع بالأساليب العلاجية الآتية وهي:
العلاج الدوائي
يشمل الأدوية المضادة للصرع التي تعمل بشكل أو بآخر على تقليل عدد نوبات الصرع أو الحد من شدتها بقدر الإمكان، وقد نجح العلاج الدوائي في الحد من نوبات الصرع لدى الكثير من المرضى، إلا أن بعضهم لم تحقق أجسامهم الاستجابة المرجوة لهذه الأدوية، واستمروا في المعاناة مع نوبات الصرع.
وقد يوصي الطبيب ببعض النصائح المتعلقة بالنظام الغذائي بالتزامن مع العلاج الدوائي، وأبرزها هو اتباع نظام الكيتو الغذائي الذي يعتمد على تناول الأطعمة الغنية بالدهون والحد من تناول الكربوهيدرات (السكريات).
تركيب جهاز تحفيز العصب الحائر بالجراحة
تهدف هذه العملية إلى تنظيم الإشارات الكهربية التي ينقلها العصب الحائر إلى المخ عن طريق تركيب جهاز تحت الجلد، والذي يقوم بدوره في تقليل عدد وحدة نوبات الصرع.
إجراء جراحة دقيقة في المخ
يضطر الأطباء إلى إجراء تدخل جراحي في المخ للحالات المتقدمة التي لم تتوقف لديهم نوبات الصرع بالرغم من استخدام الأدوية المضادة له.
يهدف هذا التدخل الجراحي إلى إزالة خلايا المخ التالفة (بؤرة الصرع) المتسببة في اضطراب الإشارات الكهربية في المخ، وتُزال هذه الأجزاء باستخدام أحدث التقنيات الجراحية والمناظير الأدوات الدقيقة التي تُمكّن الطبيب من تحديد موقع البؤرة وإجراء الخطوات اللازمة بدقة.
ما هو مرض الصرع واعراضه ؟ | دكتور باهر لبيب
عزيزي القارئ الي هنا تنتهي مقالتنا بعنوان اسباب الصرع عند الشباب و ننصحكم بالاطلاع علي : علامات الشفاء من الصرع
0 تعليق