ما أنواع الشلل الدماغي؟ وما أشكال الاضطرابات الحركية المُصاحبة له؟

يُشير مصطلح الشلل الدماغي (Cerebral palsy) إلى اضطرابٍ يؤثر سلبيًا في المناطق المسؤولة عن الحركة في الدماغ، وغالبًا ما يُصيب الأطفال نتيجة نقص مستوى الأكسجين الوارد إلى المخ في أثناء الولادة.

ينقسم ذلك الاضطراب إلى عدّة أنواع فرعية، لذلك قررنا -في ضوء السطور القادمة- أن نُبيّن لكم أنواع الشلل الدماغي ونوضح أبرز الطرق المُتبّعة في علاجها.

كيف يؤثر الشلل الدماغي في قدرات الطفل الحركية؟

يقع في الدماغ عدّة مراكز مسؤولة عن تنسيق حركة الجسم والحفاظ على توازنه، وإنّ أي خلل يعتري تلك المراكز أو يؤثر في المسارات العصبية المتصلة بها، سوف يؤدي إلى حدوث اضطرابات حركية تمنع المريض عن الحركة بصورة متناسقة وطبيعية.

يُعد الشلل الدماغي واحدًا من الاضطرابات التي تعتري مراكز الحركة في الدماغ كالمُخيخ والقشرة الحركية، ولا يُمكن التعافي منه نهائيًا، إنما هو اضطراب دائم يُرافق المرضى طيلة حياتهم.

 

درجات الإعاقة الحركية المُصاحبة للشلل الدماغي

تُصنف شدة الإعاقات الحركية المصاحبة للشلل الدماغي إلى خمس درجات طبقًا لنظام تصنيف الوظائف الحركية العالمي المُسمى بالإنجليزية (Gross Motor Function Classification System) أو (GMFCS) بالمُختصر.

• الدرجة الأولى

يستطيع الأطفال المُصابون بإعاقة حركية من الدرجة الأولى المشي والركض وصعود السلالم دون إمساك “الدرابزين”، لكن سرعة حركتهم تكون محدودة، وعادةً ما يعجزون عن الحفاظ على توازن جسمهم وتناسق حركته.

• الدرجة الثانية

تتضمن هذه الدرجة صعوبةً في المشي على أرضيات وَعِرَة (غير مستوية) أو لمسافات طويلة، وعادةً ما تجعل قدرة الأطفال المُصابين على الركض أو القفز محدودة.

• الدرجة الثالثة

يستعين الأطفال المُصابون باعتلال حركي من هذه الدرجة بأنواع مُخصصة من العكازات عند الحركة داخل الأماكن المُغلقة كالمنزل أو المدرسة، أو الكراسي المتحركة عند الحاجة إلى التنقل لمسافات طويلة.

• الدرجة الرابعة

تستدعي الإصابة بالإعاقات الحركية من الدرجة الرابعة  حصول الأطفال على مُساعدة من الأهل في أثناء الحركة، إلى جانب استخدام الكراسي المتحركة الكهربائية أو المشايّات الداعِمة للجسم.

• الدرجة الخامسة

يعجز الأطفال المُصابون باعتلالات حركية من هذه الدرجة عن إبقاء الرأس والجذع (الجزء العلوي من الجسم) في وضعية صحيحة ومُستقيمة، ويفقدون القدرة على التحكم في الأطراف العلوية والسفلية، الأمر الذي يجعلهم في حاجة دائمة إلى التنقل بمساعدة الكرسي المتحرك.

لن يستطيع أولئك الأطفال ضبط حركة الكرسي المتحرك بأنفسهم، بل سيحتاجون إلى مُساعدة من الأهل أو الأصدقاء لتحريكه.

اقرأ المزيد عن: اسباب الشلل الدماغي عند الاطفال

ما أنواع الشلل الدماغي عند الأطفال؟

قسّم العلماء الشلل الدماغي إلى عدّة أنواع فرعية طبقًا لشدة الضرر الواقع على الدماغ والمنطقة المتضررة فيه.

فدعونا نستعرض أنواع الشلل الدماغي فيما يأتي:

النوع الاول من أنواع الشلل الدماغي هو الشلل الدماغي التشنجي

سُمي الشلل الدماغي التشنجي بهذا الاسم نسبةً إلى ما يُسببه من تنشج أو تيبّس في مُختلف عضلات الجسم. يُصاب الأطفال بهذا النوع من الشلل الدماغي نتيجة اختلال الإشارات العصبية التي تُرسلها القشرة الحركية الموجودة في الدماغ إلى العضلات، فعند تضرر هذه المنطقة لا تصل الإشارات العصبية إلى عضلات الجسم على النحو المطلوب، الأمر الذي يؤدي إلى تشنج العضلات وتيبسّها.

ومن أبرز العضلات التي تتأثر بالشلل الدماغي التشنجي:

عضلات الفخذ والساق (عند تشنج هذه العضلات قد يُحرك الطفل ساقيه بطريقة مُشابهة لحركة المقص).
عضلات الذراع والساق في أحد جانبي الجسم أو كليهما.
عضلات الوجه واللسان (في بعض الحالات).

النوع الثانى من أنواع الشلل الدماغي هوالشلل الدماغي الكنعي

يقترن الشلل الدماغي الكنعي بالقيام بحركات لا إرادية، مثل: التواء الذراع أو القدم، أو إحكام قبضة اليد، أو بعض الحركات العشوائية المُفاجئة التي تصدر من الذراع والساق.

يُصيب هذا النوع من الشلل الدماغي الأطفال بسبب تضرر منطقة العُقد القاعدية (Basal ganglia) التي تُعد أحد أهم مراكز الحركة الموجودة في الدماغ.

إن تلك المنطقة مسؤولة عن التحكم في حركات الجسم الإرادية، وعند تضررها بأي شكل من الأشكال فسيقوم الطفل بحركات لا إرادية دون أدنى سيطرة منه.

 

النوع الثالث من أنواع الشلل الدماغي هو الشلل الدماغي الترنحي

تنتج الإصابة بالشلل الدماغي الترنحي من تضرر منطقة المخيخ الموجودة في الدماغ، وهي المنطقة المسؤولة عن الحفاظ على توازن الجسم والتناسق الحركي بين العضلات.

تظهر أعراض هذا النوع من الشلل في هيئة “رعشة” لا إرادية في الأطراف العلوية والسفلية، لذلك نجد أن أقدام الأطفال المُصابين بهذا النوع مرتعشةً عند محاولة الوقوف أو المشي، مما يتسبب في اختلال توازنهم ومن ثمّ سقوطهم، كما ترتعش أيديهم عند محاولة الإمساك بالأشياء.

يحتاج أولئك الأطفال إلى التنقل بمساعدة كرسي متحرك نظرًا لعدم قدرتهم على الإمساك بالعكازات والاتكاء عليها، لا سيما إذا كان الضرر الواقع على منطقة المُخيخ بالغًا.

ملحوظة: قد يؤثر الشلل الدماغي الترنحي في عضلات أخرى من الجسم -بخلاف عضلات الأطراف- كعضلات الوجه أو اللسان، مما يؤدي إلى مواجهة صعوبة في بلع الطعام أو النطق.

النوع الرابع من أنواع الشلل الدماغي هو الشلل الدماغي المُختلط

يَجمع هذا النوع بين أعراض الشلل الدماغي الكنعي والترنحي، وغالبًا ما يأتي مصحوبًا بعدّة إعاقات ذهنية.

عند ملاحظة أعراض أحد أنواع الشلل الدماغي عند الأطفال، ينبغي للأهل التوجه بهم مباشرةً إلى طبيب جراحة المخ والأعصاب للحصول على التشخيص الدقيق.

كيفية تشخيص انواع الشلل الدماغي عند الاطفال

يستعين أطباء المخ والأعصاب عند تشخيص الشلل الدماغي -بمُختلف أنواعه- بعدّة فحوصات تشخيصية هامة، لعلّ أبرزها:

• الفحص البدني الذي يهدف إلى تقييم قدرات الطفل الحركية بالنظر.
• فحوصات تقييم وظائف الأعصاب والعضلات.
• تصوير الدماغ باستخدام أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) من أجل تحديد مراكز الحركة المتضررة في الدماغ وتعيين شدّة تضررها.

 

كيف يُمكن الحد من الاعتلالات الحركية المُصاحبة لشلل الدماغ؟

إنّ الشلل الدماغي اضطراب مُزمن لا يُمكن علاجه بصورة نهائية، إنما يُمكن السيطرة على الإعاقات الحركية والتشنجات العضلية المُصاحبة له عبر الخضوع لجراحة دقيقة بإشراف من طبيب جراحة المخ والأعصاب المُختص.

تستهدف تلك الجراحة زراعة مضخة أوتوماتيكية تُدعى مضخة باكلوفين (Baclofen pump) في جسم الطفل المُصاب، وهي مضخّة تُطلِق جرعات محسوبة من دواء “باكلوفين” في منطقة الحبل الشوكي.

يعمل هذا الدواء على ضبط مستويات النواقل العصبية (المواد الكيميائية) المنقولة من الدماغ والحبل الشوكي إلى مُختلف عضلات الجسم، الأمر الذي يُساعد على إرخاء العضلات المتيبّسة وتحسين القدرات الحركية عند الأطفال.

لماذا تختار الدكتور باهر مدحت؟

إنّ الدكتور باهر مدحت -استشاري متخصص في جراحة المخ والأعصاب والعمود الفقري والجراحات الميكروسكوبية ومناظير الأعصاب الطرفية- أحد أفضل الأطباء الذين يمتلكون خبرة علمية كبيرة في تشخيص أمراض المخ والأعصاب وعلاجها باستخدام أحدث الوسائل العلاجية والتشخيصية.

حصل دكتور باهر على زمالات عديدة من أكبر الجامعات والمستشفيات العالمية، منها:

جامعة كولومبيا ومايو كلينك بالولايات المتحدة الأمريكية والبورد الأوروبي في جراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري.
مستشفى cincinnati childrens بالولايات المتحدة لجراحات المخ والأعصاب المتقدمة في الأطفال.
جامعة AIIMS نيودلهي – الهند وجامعة JUSTUS – LIEBIG UNIVERSITAT GIESSEN بألمانيا للجراحات الميكروسكوبية ومناظير الأعصاب الطرفية.